• اخر الاخبار

    Nn. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    الأحد، 9 أغسطس 2015

    لماذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطفاء النور أثناء النوم ؟


    أيها الأخوة المسلمون، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} [الأنفال:20].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْ?ِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون} [الأنفال:24].

    ففي هذه الآيات وما أشبهها يأمر الله عباده المؤمنين بطاعة رسوله، وذلك لأن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة لله سبحانه وتعالى.

    قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} [النساء:80].

    أمرنا الحبيب مُحمد صلي الله عليه و سلم بإطفاء المصابيح بالليل, و بعد سنوات عديدة من البحث العلمي حول تأثير الضوء علي الإنسان و البيئة, قال العلم صدق رسول الإسلام, فإظلام المصابيح إعجاز نبوي يقي الإنسان و بيئته من التلوث الضوئي الذي ينشأ من التعرض الزائد للضوء في الليل.

    النص المعجز:

    حذرنا الحبيب صلي الله عليه و سلم من خطر المصابيح إذا تركناها موقدة عند النوم و ذلك في عدد كبير من الروايات, منها ما ذكر علة التحذير و هي الخوف من الاحتراق بنارها, و منها ما جاء بدون ذكر لعلة الأمر بإطفاء المصابيح لتعم النصيحة و الرحمة النبوية كل المخلوقات في كل زمان و مكان:

    أولا: الروايات التي ذكرت علة إطفاء المصابيح عند النوم (الخوف من النار)

    الرواية الأولي‏:‏
    حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لا تَتْركوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُون) متفق عليه.

    الرواية الثانى‏ة:‏
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُم) رواه البخاري.

    الرواية الثالثة‏:‏
    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ كَثِيرٍ هُوَ ابْنُ شِنْظِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْت) رواه البخاري.

    الرواية الرابعة:

    عن جابر بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه و سلم قال (غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ، وأغلقوا الباب ،وأطفئوا السراج . فإن الشيطان لا يحل سقاء ، ولا يفتح بابا ، ولا يكشف إناء . فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ، ويذكر اسم الله ، فليفعل . فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم) رواه مسلم.

    الرواية الخامسة:

    عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزبير المكي ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏(‏أغلقوا الباب ‏ ‏وأوكوا ‏ ‏السقاء ‏ ‏وأكفئوا ‏ ‏الإناء ‏ ‏أو ‏ ‏خمروا ‏ ‏الإناء ‏ ‏وأطفئوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل ‏ ‏وكاء ‏ ‏ولا يكشف إناء وإن ‏ ‏الفويسقة ‏ ‏تضرم ‏ ‏على الناس بيتهم) رواه مالك في موطأه و الترمذي في سننه و صححه الألباني.

    الرواية السادسة:

    5247 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن التمار ثنا عمرو بن طلحة ثنا أسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال (جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها مثل موضع الدرهم فقال " إذا نمتم فأطفئوا سرجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم ") رواه أبو داود في سننه و صححه الألباني.


    يعتبر مصطلح التلوث الضوئي من المصطلحات الحديثة التي لم تكن في قاموس الإنسانية, و هو أحد أنواع الملوثات البيئية الحديثة التي تسبب فيها إنسان العصر الحديث, بسب الإسراف الزائد في استعمال الضوء الصناعي داخل و خارج البيوت, و في تحويل ليل المدن إلي نهار صناعي, مما أثر بالسلب علي الإنسان و بيئته.
    فقد بدأت إضاءة الليل اصطناعياً بواسطة الكهرباء، تقلق طمأنينة الحياة, و تمزع لباس الليل الذي عهدته الكرة الأرضية منذ أن جعل الله الليل سكنا و النهار نشورا, و تعاقب الليل و النهار, وتآلفت الكائنات طبيعياً (وضمنها الإنسان) بهذا التعاقب الدوري، فسكنت الحياة ليلاً ، وازدهرت بسعي أغلب الكائنات الحية علي معاشها نهاراً.

    و مع اكتشاف المصباح الكهربائي بدأ الخلل في ميزان التعاقب الدوري لليل و النهار, و تفاقم هذا الخلل حتى وصل ذروته في عصرنا الحديث بعد أن صمم الإنسان بجهل شديد علي إنارة كافة البيوت و التجمعات السكنية بشكل مبالغ فيه . و بعد عقود من الاستعمال الغاشم للإنارة الصناعية, ظهر للإنسان أن الإنارة الكهربائية بالرغم من كل ما لها من منافع إلا أنها لا تخلو من المساوئ, وظهر مصطلح «التلوث الضوئي» Light Pollution لوصف الآثار السلبية المترتبة على أنواع الإنارة الاصطناعية علي الإنسان و بيئته.


    أضرار الافراط في الإضاءة

    1 . أثر التلوث الضوئي على صحة الإنسان

    بالرغم من أن الأبحاث العلمية قد أثبتت أن التعرض للضوء سواء الطبيعي أو الصناعي يزيد من نشاط الإنسان, و هذا من فوائد الضوء, و لكن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أيضا أن زيادة فترة التعرض للضوء لها أضرار على الإنسان , و من هذه الأضرار:

    أولا: زيادة نوبات الصداع، والشعور بالإرهاق، والتعرض لدرجات مختلفة من التوتر، وزيادة الإحساس بالقلق.

    من المعروف أن الإضاءة المفرطة تعتبر عاملاً مباشراً ومهماً، خلف التعرض لنوبات الصداع النصفي الحاد. وفي إحدى الدراسات المسحية، احتل فرط الإضاءة المرتبة الثانية على قائمة الأسباب التي تؤدي لحدوث نوبات الصداع النصفي بين المصابين. بينما كان فرط الإضاءة هو السبب الرئيسي خلف الإصابة بنوبات الصداع النصفي بين 47% من بين جميع المصابين بهذا المرض. ولا تتوقف العلاقة بين الصداع وبين الإضاءة على درجة الشدة فقط، بل أيضاً على نوع الطيف الضوئي المستخدم، كما في حالات الاعتماد على الضوء الفلوريسنت (fluorescent light) بدلا من ضوء الشمس. هذا الاختلال الطيفي، بالإضافة إلى شدة الإضاءة، يعتبران معاً عاملين مهمين خلف زيادة الإحساس بالإرهاق، وخصوصاً بين من يقضون ساعات طويلة في العمل تحت مثل هذا النوع من الإضاءة. نفس هذه الظروف الضوئية، تؤدي أيضاً إلى زيادة واضحة في معدلات الشعور بالقلق والتوتر. حيث أثبتت الدراسات الطبية بالفعل، وجود ارتفاع في معدلات التوتر بجميع أعراضه وعلاماته الطبية، بين العاملين في أماكن أو القاطنين لمنازل، تستخدم فيها إضاءة مفرطة، وخصوصاً من نوع الفلوريسنت.

    ثانيا: ارتفاع ضغط الدم

    يعتقد العلماء أن ارتفاع ضغط الدم في هذه الحالات، ينتج بشكل غير مباشر من زيادة مستوى التوتر الذي يتعرض له المعرضون لفرط الإضاءة. فالمعروف أن زيادة مستوى التوتر، تؤدي إلى إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين، و المسئول عن وضع الجسم في حالة من التأهب والاستعداد، من خلال تغيرات بيولوجية وفسيولوجية عديدة، مثل رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.


    ثالثا: تثبيط جهاز المناعة:
    وجد بعض الباحثين (C. Haldar *, R. Ahmad 2009) أن الضوء يؤثر على جهاز المناعة من خلال تأثيره على العين ثم المخ ثم الغدة الصنوبرية (صورة 2), و كذلك من خلال نفاذية الضوء لسطح الجلد . حيث كلما زاد الطول الموحى زادت درجة النفاذية عبر النسيج البصري و النسيج الجلدي. كما وجد البعض الآخر ( C. Haldar *, R. Ahmad;2008) أن الخلايا الليمفاوية في الدم تنتج هرمون الميلاتونين الذي يقوم بتنشيط المناعة, و أن هذا الإنتاج يتأثر بالضوء, حيث يثبط الضوء الذي ينفذ من الجلد و يصل للخلايا الليمفاوية التي تسير في الدم قرب سطح الجلد قدرة هذه الخلايا على تكوين و إفراز الميلاتونين مما يؤدى الي نقص المناعة بطريقة غير مباشرة, كما وجدوا أن تعرض الجلد لفترت من الظلام يقوى من مناعة الجسم .

    رابعا: التأثير الضار للضوء علي الجلد

    وجد بعض الباحثين ( Mahmoud BH, et al:2008) أن للطيف المنظور من الضوء تأثير ضار على الجلد حيث يؤدى إلى احمرار الجلد و تبقعه و التدمير الحراري لخلايا الجلد و كذلك إنتاج الشوارد الحرة هذا بالإضافة إلى التدمير غير المباشر للحمض النووي في خلايا الجلد الناتج عن الأكسجين النشط . كما اثبت البعض الآخر (Andrzej Slominski,et al;2005) أن للضوء تأثير غير مباشر علي الجلد من حلال تأثير الضوء على إفراز الميلاتونين حيث يتأثر الجلد بهرمون الميلاتونين الذي يقوم بدور هام في وظيفة الجلد الحيوية مثل دورة نمو الشعر, و لون الجلد, و تثبيط سرطان الجلد, كما يعمل على تثبيط تأثير الأشعة فوق البنفسجية التي تدمر خلايا الجلد, و له دور قوى كمضاد للأكسدة. و من هنا تتضح أهمية فترة الظلام و عدم التعرض للضوء للحفاظ على الجلد و على الحمض النووي لخلاياه من التدمير بالشوارد الحرة. و بمساعدة الميلاتونين تبدأ عملية التنظيف من الشوارد الحرة والأكسجين النشط في خلايا الجلد الناتجة عن التعرض للطيف المنظور من الضوء . ليس هذا فحسب إنما فى تقليل الضرر الناتج من الأشعة فوق البنفسجية على الجلد التي يتعرض الإنسان لها نهارا في ضوء الشمس.

    خامسا: نقص إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)

    يتم إفراز هرمون الميلاتونين بصورة طبيعية عند دخول الليل بواسطة غدة صغيرة في الدماغ تعرف باسم الجسم الصنوبري(Pineal body), هذه المادة تنتشر في الدم وتعطي الإنسان الإحساس بالنعاس. تفرز هذه المادة الكيميائية بانتظام لكن يعاني من نقصها كبار السن فنلاحظ أن نومهم مضطرب أكثر من صغار السن الذين تفرز عندهم هذه المادة بوفرة, حيث كلما تقدم الشخص في العمر قل إفراز هذه المادة. إن إفراز هذه المادة يبدأ مع بداية الظلام ويكون إفرازه بسيط ويزداد مع الزمن إلى أن يصل الإفراز ذروته حتى يحين موعد الصباح وتشرق شمس يوم جديد فيتناقص الإفراز بشكل حاد . و قد وجد أن إفراز هذه المادة يقل بالتعرض للضوء مما يساعد علي السهر و يعرض الجسم لعدة أمراض.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: لماذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطفاء النور أثناء النوم ؟ Rating: 5 Reviewed By: Mod way
    Scroll to Top